بسم الله الرحمن الرحيم
السريانيه لغة الملائكه
والله لولا حبه ما دلنا علي قربه؛:
أردت بفضله في هذا المقال الكشف عن بعض ما يسمونه الطلاسم بالأوراد وألأقوال من أحزاب الصالحين وما يردده الصوفيين,
فالله هو المعين والهادي وعلي خلقه الحفيظ االعليم،
قال
تعالي: تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ
فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا
تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورً (44 الاسراء).ا
.
وتلك دلالات اللغة بين الشيء وخليفة الله آدم وذريته فلا يفقهون إلا من
شاء له الله، وجعل سجودها له طاعة وتطوع بين يديه فألنا له الحديد..
قال تعالي: وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ(10 سبأ).
قال
تعالي: وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ
عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا
لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ(16 النمل).
ذلك البيان ماأودعه الله في
داود وسليمان عليهما الصلاة والسلام من لغات الجن والطير والريح والجبال
ومن كل شيء علم لغته فطوعه وتحدث معه وأرشده وهيئه لصلاح أمره..
قال
تعالي: وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ
وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ
يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ
مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ(12 سبأ).
قال تعالي: وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا
يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ
أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ(24
النمل).
.فالهدهد يتبع نبي الله سليمان ورسوله فهو من المهتدين فأنكر عبادة بلقيس وقومها .
قال
تعالي: ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا
وَلِلأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا
طَائِعِينَ(11 فصلت). ذلك قولهما بلغتهما ليست العربيه كما يفهم الأنسان
بما ورد في القرآن.
وقد أظهر الله في القرآن بعض أوائل السور ما قال فيها العلماء هو اسم من أسماء الله تعالي.
، وعن علي رضي الله عنه هو إسم الله عز وجل. وَعَنْ اِبْن عَبَّاس أَيْضًا
وَكَانَ يَقُول : السدي. ذكره الغزنوي؛ ياكهيعص- أغفر لي
وقتاده هُوَ اِسْم اللَّه الْأَعْظَم الَّذِي إذا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى- وإذا دعي به أجاب.
: هُوَ اِسْم مِنْ أَسْمَاء الْقُرْآن ; ذَكَرَهُ عَبْد الرَّزَّاق . عَنْ مَعْمَر عَنْهُ
وَقِيلَ : هُوَ اِسْم لِلسُّورَةِ ; وَهُوَ اِخْتِيَار الْقُشَيْرِيّ فِي أَوَائِل الْحُرُوف
وَعَلَى هَذَا قِيلَ تَمَام الْكَلَام عِنْد قَوْله : " كهيعص " كَأَنَّهُ إِعْلَام بِاسْمِ السُّورَة
الم " أَيْ أَنْزَلْت عَلَيْك هَذَا الْكِتَاب مِنْ اللَّوْح الْمَحْفُوظ
\وَقَالَ اِبْتَعَثَك فِي قَوْله(الم).
قَالَ اِسْم مِنْ أَسْمَاء الْقُرْآن . وَرُوِيَ عَنْ مُحَمَّد بْن عَلِيّ التِّرْمِذِيّ أَنَّهُ قَالَ :
إِنَّ
اللَّه تَعَالَى أَوْدَعَ جَمِيع مَا فِي تِلْكَ السُّورَة مِنْ
الْأَحْكَام وَالْقَصَص فِي الْحُرُوف الَّتِي ذَكَرَهَا فِي أول السورة
وَلَا يَعْرِف ذَلِكَ إِلَّا نَبِيّ أَوْ وَلِيّ ثم بين ذلك في جميع السورة
ليفقه الناس.
وَقِيلَ غَيْر هَذَا مِنْ الْأَقْوَال فالله أعلم.
ذلك
قول الأئمة في أوائل السور من متقطعات الحروف مثل كهيعص ولكن يلفت الأنظار
بما أشارت الأيات الي شيء آخر فتلك العربية لغة البشر، وللبشر وحده سبعة
لغات فمنها الفارسية والأنجليزية والفرنسية وغير ذلك من لغات بني آدم فلكل
قوم لغة يتعلمون ويتعاملون به
- وكذلك الجن له لغة والملائكة لها لغة
والطير بما أشارت الآيات فكل شيء له لغة ويسبح الله ويحتاج الي نور ربه
ومعرفتة لهداه، وقد بين في الهدهد علمه وفقهه وتوحيد ربه بما أظهر قوله:
يعبدون الشمس من دون الله وبالنمل كذلك النصيحة لقومها بلغتها التي تبسم
سليمان ضاحكا من قولها ولا اطيل فالأمر جلي وواضح وصريح.
فالقرآن كتاب
الله وكلام رب العالمين وليس خطاب لبني أدم فقط بل توضح الأيات ياجبال أوبي
مع داوود فلها من الله خطاب وكذلك السماوات والأرض قالتا فلها خطاب.
فآدم
خليقة الله والمتحدث بكلام ربه بين خلقه معلنا لهم ومعلمهم ويمدوا من
أنوارأسماء الله الملائكة غذاؤهم، فغذاؤهم ذكرالله، فكيف يكون ذلك الخطاب
الذكر الحكيم قاصر علي الأنسان، ولكن هناك به آيات سميت اعجاز للإنسان،
لكونها قصد بها غبره وكانت له وضوح بيان، وليست
من مدركات فهم آدم وعقله
وفقه الإيمان، أما لمن أرادأن يفقه أفهمه جهة الخطاب فكان ذلك من الله
العرفان، وذلك لمن أراد الله فكان إماما لمن شاء الله بوضوح البيان.
فالحروف
المتقطعة هي لغة أرادها الله أن ينطق بها الأنسان لبعض الأشياء فذاك
بيانهامن ربها بنطق اللسان والحركة، ولكن لا يدركها إلا من أراد له مولاه
البركة، فالولي كما أشار سابق الحديث يخاطب الكائنات فتظهر اللغة السريانية
كبيان خطاب الرحمن أمن وسكينة الوجدان،
قال تعالي: فَإِذَا أمنتم فاذكروا الله كما علمكم مالم تكونوا تعلمون _(239 البقرة).
ففي
الذكر لغة البشر بحركة اللسان، ولغة الموجودات بحركة الأبدان، وكل شيء
يخاطبه الذاكر فهو للوجود من ربه بيان، ومظهر تجليات الرحمن، فلا يذكر الله
إلا الله ولذلك في جميع أوضاع الأنسان ذاكرا لربه ذلك مقام الإحسان من
الأسلام..
ولكن ذكره: فاذكروني أذكركم:قوله تعالي ليس للإنسان فقط ،
فذكره للعبد تهيئته لرسالته في الوجود وهو خطابه للأشياء باسم المعبود
ومعلنا توحيده في الوجود فخاطب به الكائنات بمفرد الحروف وإجمال البيان
بالخشوع وبالحركة والوقوف كل هيئة لما يقابلها-
ولمن أراد الله كان له علم وبيان أعم وأعظم-والجن ذكر وتنعم.- فكان في ذلك للملائكة فحفت
فالأوراد والأحزاب ورد بها تلك الكلمات ماوردت بالقرآن وما لم ترد مثل قوله:
كرده
كرده ده ده وغيرها من الكلمات السريانية والأنوار العالية القدسيه، التي
علمها ربنا للأئمة العارفين، فقد خاطب رسولنا الكريم الجن وهداهم بما أورد
في الآيات، فذلك بلغتهم وليس بالعربية، فالله له في هداية خلقه مايشاء من
تهيئة الأسباب وتعلم اللغات لسهولة الخطاب وتبليغ المراد من رب العباد،
ولذلك لا بد أن يخاطب الإمام المأمومين بلغتهم، ومن هنا تظهر عليه آيات
ربه، فيخاطب الوجود بما أفاض عليه ربه وفقهه وعلمه،فأنطقه لغتهم وهيئه
لخطابهم -
وجعلها ورد تبعية لمن خلفه لقوله: ففيها مجمل آيات ربه وفيها أسمه الأعظم لمن جعلها ورد
قال تعالي: أورد قومه...
لمن أراد أن يكون علي المدد موصول ممدود، ولكن من حجب نفسه بعلمه فهو عن علوم غيبه غافل محروم وضيق الأفق محدود.
ْ فبرسوله الكريم أظهر لنا بعض علوم غيبه حال قربه فقال في الإسراء والمعراج ما شاهد وما كان من حبه وفيض قربه.
قال
تعالي: يَا مَعْشَر الْجِنِّ وَالإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ
تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارالسماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان(33
الرحمن).
َ فمن أعطي السلطان وهو علم الرحمن فأخبرنا بما رأي دلنا علي ذلك التحقيق.
فنوضح
والله المعين يمدنا بمدد الصالحين، وما وصلوا اليه من علم اليقين، فهم
الأئمة والمعلمين، والأئمة في صلتنا برب العالمين، فقد من الله علي الحبيب
سيد الوجود سيدنا محمد بالإسراء والمعراج فخاطب الملائكة بلغتهم، وطلب من
عزرائيل ما أراد، ليبين لنا صورة الخطاب، فجعل الله معجمات أوائل السور وهي
أيات من كتاب الله، ننطقها علي ماهي دون أن نعلم معناها ولكن طاعة وعبادة
كما شاء سبحانه وأراد وهو عنا في حجاب،ولعلمنا من السابقين بأنها من أسرار
عطائه
ومجمل الخطاب:
فقال تعالي حم ببديء السورة وغيرها كثير فنحن لا
نفسر ذلك ولكن نقولكما أمرنا طاعة لربنا بلا فضوولا نقف ونتحجر ونقول لا
نقول إلا بما نعرف فذلك عين الجهل وعدم الطاعة لما أمر وأوجب. أما من قالها
فقد أخذ فضل الطاعة لربه ثم ما أراد الله منها بفضل نطقها عطاء غيبه، فعلم
بها غيره من المخلوقات فله أجر وثواب, فهو القائل فإذا قرأناه فحقيقة
القاريء هو الله، يخاطب الوجود بلسان خليفتة بلا جدال.- ثم يأتي البيان
ونتيجته العرفان-
ومن هنا فتح الله علي الولي بفتحه المبين عقب صدقه في
عهده وصبره الجميل، فجعله من ألأئمة العاملين المؤدبين جميع الأشياء في
حضرة الذات، فعلمهم ربهم بعض اللغات، فنطقوا بها للمخلوقات، بحكم الإمامة
والولايات، فأمدوها لمن تبعهم وتعاهد معهم علي حفظ اسرار تلك العطاءات،
لعلهم يحازون الدنو والقرب بها وتظهرالأيات ، ففيها أسرار لا يحظاها إلا من
وقف علي فضل ربه بطاعته دون الوقوف علي الأسباب والهيئات، فهو سبحانه
وتعالي مهيء الأسباب والدرجات، فيغيب العبد في طول ذكره عن حركة اللسان،
فيطوعه ربه اليه، بخطاب من عنده لا خطابا من عقله، فنطق الكلام السرياني ،
فهي لغه روحانية لا يدركها العقل الظلماني، فهو مادة طينية محصورة المعاني،
فهو محدود ببعض العلوم الحسية إلا إذا كان داني، فعلم الله آدم الأسماء من
فضله فكان ذلك سر بخطاب ربه لجميع الأشياء – فأنبأء الملائكة أسمائهم بأمر
ربه، وهم علي رأس خلقه، فما دونهم ينطوي من علوم أدم من ربه، فلا تقف علي
ما تدرك وتعقل، وافتح فؤادك بالحب والطاعة يعلمك ربك ما لم تكن تعلم – ومن
عمل بما علم أورثه الله علم ما لم ولا تتهكم وتتهجم علي الأولياء فتحرم،
ويعاديك ربك من سرك لمحاربتك أولياؤه فتقهروتدحر
هذه نصيحتي لأحبابي
اوجزتها بخطابي، ومن أراد معرفة السر فذلك أمانة الإرتباط والعهد - والصدق
في السير والوفاق، حتي يفتح له الكنز ببلوغه أشده عند مولاه، فترفع الحجب
وهو الجدار حائل الإظهاربفضله، ولا يصح ذلك إلا بالصبر والتبعية والإذن من
الإمام، والله الموفق والمعين آمين .